إستراتيجيات التحسين المستمر للجودة

تتضمن عملية التحسين المستمر للجودة (CQI) تقييم المعلومات الخاصة بالتخطيط والتنفيذ والحصائل بشكل منتظم، وكذلك تقييم التعقيبات والملاحظات التي يتم تلقيها من أجل تحسين جودة وفعالية البرامج.

أهمية استخدام إستراتيجيات التحسين المستمر للجودة

قد يتم تكرار العديد من البرامج من حين لآخر. وبطبيعة الحال، فإنه من المستبعد أن يحقق أي برنامج حصائل مثالية منذ المرة الأولى التي يتم تنفيذه فيها. ولكن هناك فرصة ذهبية لتعلم الدروس المستفادة من جهود التنفيذ السابقة من أجل تحسين فعالية البرنامج في المستقبل، وذلك من خلال التوثيق الجيد للعمليات والحصائل الخاصة بالبرنامج. وقد أصبحت عملية “التحسين المستمر للجودة” تحظى بإقبال كبير في هذا المجال، خاصةً من قِبل برامج الصحة والخدمات الإنسانية. ولا يجب اعتبار هذا النوع من التقييم مجرد نوع من أنواع التوثيق، بل يجب النظر إليه باعتباره آلية لجمع التعقيبات والملاحظات المفيدة التي من شأنها توجيه عمليات التخطيط والتنفيذ المستقبلية. وتقدم إستراتيجية “التحسين المستمر للجودة” العديد من الفوائد، من بينها:

يساعد توثيق عناصر البرنامج التي حققت نجاحًا على ضمان نجاح عملية التنفيذ في المستقبل.

يساعد تحديد عناصر البرنامج التي لم تحقق نجاحًا بشكل عام على تحديد المواضع التي تحتاج إلى التحسين.

يساعد تحديد عناصر البرنامج التي لم تحقق نجاحًا مع فئات معينة من الأشخاص (مثل الذكور ذوي البشرة البيضاء) على تحديد الاحتياجات الفردية اللازمة لزيادة الأثر على تلك الفئات.

سوف يستفيد موظفو البرنامج من التقييمات التي يقومون بها (من خلال التعرف على التعقيبات والملاحظات وإصلاح أوجه القصور)، مما يجعلهم أكثر قدرة على تنفيذ برامج أكثر فعالية في المستقبل.

عندما تؤدي استنتاجات التقييم إلى تحقيق استفادة فعلية وتحسين البرنامج، فسيشجع ذلك على زيادة الاستثمار في عملية التقييم.

كيفية تنفيذ إستراتيجية “التحسين المستمر للجودة”

إذا كنت قد أكملت برنامجًا (برنامجًا توجيهيًا مثلًا) هذا العام وتخطط لتكراره مرة أخرى، أو إذا كنت تعمل على تنفيذ برنامج ممتد لفترة من الوقت، فإن تنفيذ إستراتيجية “التحسين المستمر للجودة” ستساعدك على تحسين وتنفيذ البرنامج بشكل أفضل، وذلك بطريقة بسيطة ومباشرة، وهي إعادة طرح الأسئلة والإجابة عليها مرة أخرى، فمن خلال هذه الطريقة يمكنك التعرف على التغييرات التي طرأت على هذه العناصر. على سبيل المثال، هل توجد احتياجات جديدة؟، هل لديك غايات مختلفة هذه المرة؟، هل يتوفر برنامج قائم على الأدلة أفضل من البرنامج الحالي؟

دراسة التغييرات في سياق البرنامج

يمكنك طرح الأسئلة والإجابة عليها مرة أخرى من أجل تقييم “سياق” البرنامج. على سبيل المثال، حاول الإجابة على هذا السؤال: “هل طرأت تغييرات على احتياجات وموارد المجتمع؟”.

فقد يكون برنامجك قد حقق نجاحًا في تلبية الاحتياجات السابقة وأصبح لدى المجتمع مشكلات أو احتياجات أخرى أكثر أهمية في الوقت الحالي. وإذا ظهرت احتياجات مختلفة، فقد تضطر لإجراء العديد من التعديلات، مثل تحديث الغايات والحصائل المرجوة والعثور على برامج جديدة وما إلى ذلك. في الوقت نفسه، قد لا تطرأ تغييرات على احتياجات المجتمع، لكن منظمتك لا تزال ترغب في تحديث غاياتها وأهدافها. على سبيل المثال، إذا نتج عن برنامجك انخفاض بنسبة 50% في استخدام الماريجونا خلال ثلاثين يومًا، فقد ترغب في المرة القادمة في استهداف نسبة 60%.

وإذا طرأت تغييرات على الأسئلة، فقد تضطر إلى تعديل البرنامج أو الإستراتيجية المستخدمة أو تغييره تمامًا. وقد يتضمن تعديل البرنامج إضافة عنصر جديد لضمان اتساق البرنامج بصورة أكبر مع مبادئ الوقاية الفعالة. على سبيل المثال، قد يساعد إشراك أولياء الأمور في أحد البرامج التي كانت تستهدف الشباب فقط مسبقًا في زيادة فعالية البرنامج. فهناك العديد من الأبحاث التي يتم إجراؤها على البرامج القائمة على الأدلة طوال الوقت، والتي قد توفر لك برامج وإستراتيجيات أفضل وأكثر فعالية في حل المشكلة الخاصة التي تواجهها منظمتك.

ويجب عليك التفكير أيضًا في ما إذا كان برنامجك لا يزال “مناسبًا” لرسالة المنظمة أو المجتمع الذي يستضيف البرنامج (أي: هل ما زالت المنظمة والمجتمع يرغبان في دعم البرنامج؟)، فقد يحتاج برنامجك إلى التعديل إذا تغيرت أولويات المنظمة المضيفة أو المجتمع المضيف. وأخيرًا، يجب عليك الاستمرار في تقييم قدراتك للتأكد من أنك تمتلك القدرات الكافية اللازمة لتنفيذ البرنامج بطريقة عالية الجودة.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *