وقعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية اتفاقية تفاهم مع مركز الأثر لتطوير مؤشرات العطاء المجتمعي تشمل تطوير مؤشر لعطاء الأفراد ومؤشراً آخر لبرامج المسؤولية الاجتماعية المنفذة من قبل القطاع الخاص.
وهدفت الاتفاقية إلى تطوير مؤشر وطني للعطاء يهدف إلى قياس واقع العطاء المجتمعي بصوره المختلفة، وفهمه من كل الجوانب بما يساهم في العمل على رفع مستوى العطاء في المجتمع، وربط العطاء بمؤشر واضح يقيس التغيرات المجتمعية التي تحصل في هذا الجانب، وسوف يمكن هذا المؤشر من المتابعة الدورية للتغيرات الحاصلة والتأكد من أن التدخلات التي تقوم بها الحكومة والقطاع غير الربحي بشكل عام تحدث آثارا واضحة وترفع من مستوى العطاء وايضاً ترفع من ترتيب موقع المملكة العربية السعودية في المؤشرات المتعلقة بالعطاء مثل مؤشر العطاء العالمي Giving Index.
حيث أن المجتمع السعودي مجتمع يتسم تاريخياً بالعطاء استناداً إلى الثقافة الدينية التي تحث على التكافل والتراحم ومساندة الآخرين، وما يمتلكه المجتمع من رأس مال اجتماعي قوي يشجع على العطاء والتكافل المجتمعي. فإن هذه المؤشرات سوف تساهم في المحافظة على قيمة البذل والعطاء في المجتمع وتنميتها وبذل كل ما يلزم على تطوير مايخدم هذه القيم من ممارسات وأدوات، لتسود الرحمة وتتحقق أهداف التكافل الاجتماعي التي رعاها ديننا الحنيف و تبنتها الحكومة الرشيدة.
تم تعريف مؤشر عطاء الأفراد عن طريق خمس محاور رئيسية هي :
التبرع المالي، التبرع العيني ، التطوع ، التضامن المجتمعي ، والتبرع بالدم والأعضاء.
ومؤشر عطاء الأفراد هو المؤشر الوحيد في المملكة الذي يقيس هذا الجانب، بهدف تعزيز التكافل المجتمعي و لخدمة أهداف التنمية وأهداف القطاع غير الربحي، عبر معرفة الوضع الحالي وتمكين قياس هذه الممارسات ومدى انتشارها ورسوخها كممارسات مجتمعية.
المؤشر سوف يمكن من فهم الوضع الحالي لممارسات العطاء، ويمكن أيضا من فهم مدى كفاءة وفاعلية التدخلات الحكومية وتدخلات القطاع غير الربحي لتفعيل هذه الممارسات عبر رصد التغير السنوي على هذا المؤشر ومحاولة إسناد التغيرات على المؤشر للتدخلات.
يتفق هذا المؤشر مع أهداف الرؤية للقطاع غير الربحي، حيث أنه سيساهم في زيادة العطاء نحو منظمات القطاع وهذا بدوره سوف يرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي حيث أن عطاء الأفراد بالإضافة إلى برامج المسؤولية الاجتماعية والأوقاف هي الثلاث ركائز لمصادر تمويل القطاع غير الربحي، بالإضافة إلى أن المؤشر سوف يغطي جانب التطوع وهذا سوف يساعد في فهم وتفعيل التطوع وتحقيق هدف الرؤية بالوصول إلى مليون متطوع في 2030. مع أيضا فهم لتوجهات المتبرعين نحو القضايا المجتمعية المختلفة ( مثل التعليمية والصحية والثقافية،…..) وزيادة التفاعل مع هذه القضايا.