يجب فحص الأصول والموارد الموجودة في المجتمع للمساعدة في إزالة أو تقليل ظروف الخطر المحيطة بالأفراد ومنع ظهور الأسباب التي تؤدي للمشكلة. على سبيل المثال، يساعد الإشراف الأسري الجيد على حماية الشباب من التورط في تعاطي الكحول والمخدرات. في هذا المثال، يمكن تحديد الاحتياجات على أنها “الحاجة إلى تدريب الأسر على كيفية تربية الأطفال وتقديم الدعم والمشورة لتحسين مهارات التربية والإشراف لدى الوالدين. وغالبًا ما يتم تحديد الاحتياجات من حيث “الأصول التي يجب تعزيزها”، وليس من خلال التركيز على المشاكل أو أوجه العجز داخل المجتمع أو داخل الفئة السكانية المستهدفة.
يعتمد هذا الدليل بشكل كبير على نموذج عوامل الخطر والوقاية الذي أثبت كفاءته في الوقاية من المشكلات المختلفة. وهناك الكثير من النماذج الأخرى المتوفرة في هذا الصدد مثل نموذج “الأصول الإنمائية”. لكن نموذج “عوامل الخطر والوقاية” خضع لأبحاث مكثفة والتي أثبتت فعاليته في التنبؤ بأنواع مختلفة من المشكلات السلوكية (مثل: تعاطي المخدرات، والعنف، إلخ) عبر مجموعة واسعة من السكان. وفيما يلي تعريف لعوامل الخطر وعوامل الوقاية.
عوامل الخطر = العوامل المرتبطة باحتمالية أكبر لتعاطي المخدرات
عوامل الوقاية = العوامل التي أثبتت كفاءتها في الحماية من تعاطي المخدرات
ويُقصد بكلمة “العوامل” هنا الظروف المعينة التي قد تتواجد على المستوى الفردي (مثل بعض العوامل البيولوجية، والتوجهات الشخصية، والمعارف المكتسبة، والسلوكيات الفردية)، أو على المستوى الأسري (مثل مستوى الصراع الأسري)، أو على مستوى المدارس (مثل السياسات والقواعد المتبعة لمكافحة المخدرات، أو على مستوى المجتمع بأكمله (مثل القوانين المحلية والأعراف والظروف الاقتصادية).
وبشكل عام، فإنه كلما زادت عوامل الخطر التي يتعرض لها المرء، زادت احتمالية تعاطيه للمخدرات والكحول، وكلما زادت عوامل الوقاية، قلت احتمالية التعاطي. وتختلف هذه العوامل باختلاف المجتمع الذي يتم التعامل معه، وتتفاوت درجة تأثيرها وفقًا للتركيبات المختلفة بينها.
أهمية تقييم الاحتياجات والموارد؟
يتيح لك تقييم الاحتياجات والموارد ما يلي:
القدرة على تحديد الأماكن التي تشيع فيها مشاكل الكحول وتعاطي المخدرات بصورة أكبر (مثل: المدرسة، الحي، الشارع).
القدرة على تحديد فئات الأشخاص الأكثر انخراطًا في تعاطي الكحول والمواد المخدرة الأخرى (الفئة السكانية المستهدفة المحتملة).
القدرة على تحديد عوامل الخطر وعوامل الوقاية الأكثر ارتباطًا بتعاطي الكحول والمواد المخدرة الأخرى.
معرفة المزيد عن الاحتياجات المحتملة واكتشاف احتياجات جديدة.
تقييم موارد المجتمع المتاحة للتخفيف من تأثيرات المشكلة.
تقييم مدى جاهزية المجتمع لمواجهة المشكلة، وتحديد ما إذا كان من الأفضل الانتظار حتى يصبح المجتمع أكثر استعدادًا لذلك.
الحصول على بيانات خط الأساس التي يمكن متابعتها لرصد التغيرات التي تطرأ عليها بمرور الوقت.
حشد الدعم من الأطراف المعنية.