تمتاز طبيعة العمل الإنساني بسرعة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المختلفة الناجمة عن التغيرات المناخية أو الأزمات المختلفة أو الكوارث الطبيعية مما يضعف عملية التوثيق والتصميم المحكم لبرامج الخدمات الإنسانية، وقد ينتج عن ذلك نقص في البيانات الأساسية أو فقدانها. حيث يواجه المقيمين في قطاع الأعمال الإنسانية العديد من التحديات أبرزها إنعدام الأمن وصعوبة الوصول إلى المتضررين خاصة في المناطق النائية أو المناطق ذات البنية التحتية المتضررة. وكذلك ضعف الذاكرة المؤسسية في العمل الإنساني الناتج عن ارتفاع معدل دوران الموظفين و تعدد الجهات الإنسانية المشاركة وعدم وضوح حدود مسؤوليات كل جهة خاصة في الأزمات الواسعة النطاق، بالإضافة إلى أنه في المناطق شديدة التوتر يكون للتواصل مع المقيمين أهمية منخفضة.
لقد توسع مفهوم العمل الإنساني من مجرد إنقاذ للأرواح، ليشمل تحسين سبل العيش والحماية والمساعدة. إن التحديات التي تواجهها عملية التقييم في قطاع العمل الإنساني تتطلب التعامل بطرق غير تقليدية وفقاً لمنهجية واضحة تسمح لنا بقبول مستوى أقل من الدقة في التقييم مقابل المصداقية.